ما هو العلاج الجدلي السلوكي؟
طُوِّر العلاج الجدلي السلوكي ونشر أول دليل علاجي متعلق به سنة ١٩٩٣ بعد دراسات امتدت لمدت ١١ سنة من قبل أستاذة علم النفس في جامعة واشنطن الدكتورة مارشا لينهان. ويعود سبب الذي أدى إلى ابتكار العلاج الجدلي السلوكي هي الدراسات التي قامت بها الدكتورة مارشا لينهان والتي كان هدفها علاج الأشخاص الذين يعانون من أفكاراً وسلوكيات انتحارية والتي ُوجد أن أغلبهم مصابون باضطراب الشخصية الحدية.
وبهدف علاجهم قامت الدكتورة لنيهان بتطبيق عدة مدارس علاجية لكنها لم تفلح بسبب تركز أغلبها على التغيير والذي لم يتقبله المرضى الذين كانوا يعانون من هذا الاضطراب، وبعد فترة حاولت الدكتورة لنيهان تطبيق أساليب علاجية مرتكزة على القبول ولكنها أيضا لم تحصد نتائج جيدة ولكن محاولاتها السابقة ألهمتها على تطوير علاج يجمع بين الاثنين وهما القبول والتغير وهو ما سمي لاحقا بالعلاج الجدلي السلوكي.
ويعتقد كثيرا من الناس أن جوهر العلاج الجدلي السلوكي يعتمد على الجدال ومناقشة الطرف الاخر ولكن ذلك غير صحيح لان علاج الجدلي يطمح إلى تحقيق أمر معاكس تماما وهو مساعدة المريض على الجدْل (بتسكين الدال) أي بمعنى تضفير مشاعره والأفكار المتناقضة التي يعاني منها والتي غالبا ما تسبب له الكثير من الكرب والمعاناة. ولمعرفة المزيد عن الفلسفة الجدلية يمكنك متابعة الفيديو المرفق مع المقال
وتجدر الإشارة أن العلاج الجدلي السلوكي يعتبر من العلاجات قائمة على الأدلة، والتي ثبت فعاليتها في علاج اضطراب الشخصية الحدية والعديد من الاضطرابات الأخرى.. وبالرغم من أن العلماء طوروا عدة علاجات حديثة منذ تطوير العلاج الجدلي السلوكي مثل العلاج المرتكز على المخططات سنة ٢٠٠٦، أو العلاج القائم على التعقل ٢٠٠٦، أو العلاج القائم على التحويل ٢٠١٥، يبقى العلاج الجدلي السلوكي الأكثر بحثا وتقييما من قبل العلماء والباحثين على حد سواء. ليس ذلك فقط، بل في سنة ٢٠٠٩ أوصى المعهد الوطني للصحة النفسية بالولايات المتحدة الأميركية بأن العلاج الجدلي السلوكي هو المعيار الذهبي لعلاج اضطراب الشخصية الحدية.