خطة المئة عام
أحد أجمل المبادئ التي تعلمتها أثناء قراءتي لكتاب ماثيو ديكز والذي احرص دائما على تطبيقه وتعليمه لمراجعيني في العيادة هو خطة المئة عام.
ويدور هذا المبدأ على فكرة بسيطة وهي عند اتخاذك لأي قرار مستقبلي، سواء كان صغيراً أو كبيراً لا تبني قرارك بشكل كبير على ذاتك الحالية، والتي غالبا ما يتأثًر قرارها وفقا لعدة عوامل مثل مستوى سعادتك وتعاستك، أو مزاجك ومشاعرك الحالية أو حتى ورغباتك الآنية ولكن ابني قرارك على ذاتك المستقبلية، والتي غالبا ما تكون أكثر حكمة وعلما وأكثر عمرا من ذاتك الحالية؛ بسبب خوضها الكثير من التجارب وتعلمها الكثير من الدروس.
فعلى سبيل المثال، عندما تحتار بين الجلوس مع أبنائك وبين العمل لساعات طويلة في المكتب لإنجاز مهامك المتعثرة ، فغالبا ما سوف تقول لك ذاتك الحالية أن إكمالك العمل المطلوب منك أهم من الجلوس مع أبنائك، ولكن ذات المستقبلية قد تقول إن العمل لا ينتهي وتستطيع إنجازه في أي وقت، ولكن جلوسك مع أبنائك أمر مهم جدا خاصة أثناء مرحلة طفولتهم، علاوة على أنه أمر لا يمكن تعويضه عندما يكبرون في العمر.
الأمر نفسه يقع أيضا عندما تحتار بين إمضاء غالب يومك في ومشاهدة التلفاز وبين إمضائه في المذكرة لامتحانات نهاية العام، فغالبا ما سوف تقول لك نفس الحالية أن مشاهدة التلفاز أمر أكثر إمتاعا من المذاكرة، ولكن ذاتك المستقبلية سوف تخبرك بأن المذاكرة هي الأنفع لمستقبلك إما مشاهدة التلفاز فهو نشاط يمكن القيام به في أي وقت آخر.
وتجدر الإشارة هنا أنه لا توجد مشكلة في حال بني الإنسان بعض قرارت اليومية بناء على ذاته الحالية مثل قيامه بأخذ إجازة لاستعادة نشاطه وعافيته او حتى مشاهدة للتلفاز ابعض الوقت ولكن تكمن المشكلة في حال الإفراط بالقيام بذلك.