1 min read

خلاصة أطول دراسة عن السعادة

خلاصة أطول دراسة عن السعادة

ما هي النتائج التي توصلت له أطول دراسة عن السعادة؟
‏لماذا لا يبحث الناس عن الأمور التي تسعدهم؟
‏ وما علاقة الوحدة بالسعادة؟
‏ والأهم من ذلك ما هي العوامل التي قد تتنبأ بمستوى سعادة الأشخاص؟

كل هذه الاسئلة جاوب عليها المؤلفان روبرت والدينجر المدير التنفيذي للدراسة هارفرد عن السعادة ونائبه مارك شولتز في كتابهم الحياة الطيبة والذي سرد من خلاله الدروس التي تعلمناها من دراسة هارفرد عن السعادة والتي أمتدت لمدة ٨٥ سنة وما زالت جارية إلى حد الان!!!

مقدمة عن الدراسة هارفرد لتطور البالغين Harvard study of adult development

بدأ شيلدون جلوك والذي كان يعمل كمحامي وزوجته وإليانور جلوك، الذي كانت تعمل كأخصائية اجتماعية الدراسة سنة ١٩٣٨ ميلادي بهدف فهم العوامل التي تمنع جنوح المراهقين. وبدت الدراسة من خلال مقارنة عينتين من شباب وشابات مدينة بوسطن ولكن هذه العينتين أُخذت من مكانين مختلفين: الأول من أحد افقر أحياء بوسطن أم العينة الثانية أخذت من طلاب جامعة هارفرد.

شيلدون جلوك وزوجته وإليانور جلوك

وتتبعت الدراسة حياة المشاركين عن قرب فمثلا استقصى الباحثون عن حياة المشاركين، وعادتهم، ومحادثاتهم اليومية مع أفراد أسرتهم، أوزانهم، مدى ممارستهم للرياضة، مدى تدخينهم للسجائر، تعطيهم للمخدرات، مستوى الكوليسترول في دمهم، عدد قيامهم بعمليات جراحية أو تعرضهم لأي مضاعفات،  مستوى الضغوط التي تعرضوا لها في حياتهم. بالإضافة لذلك، تتبعت الدراسة جوانب أخرى في حياة المشاركين مثل طبيعة وظائفهم ومدى امتلاكهم لصدقات قريبة وهوايتهم أنشطتهم الترفيهية، ورضاهم الزواجي رضاهم الوظيفي وطرق تعاملهم مع الصراع الذي يحدث علاقتهم سواء القريبة والبعيدة، ومدى جودة علاقتهم مع والديهم والأشخاص المقربين منهم. وكانت المدة المتوقعة للدراسة هي من ٥ إلى ١٠ سنين ولكنها امتدت لمدة ٨٥ سنة وما زالت مستمرة ويجري حاليا دراسة الجيل الثالث من عينة الدراسة.


وبعد تقصي كل هذه العوامل في حياة المشاركين وجدت الدراسة أن السبب الوحيد الذي استطاع التنبؤ بمدى سعادة الأشخاص هو مدى امتلاكهم لعلاقات طيبة في حياتهم فقط

١- العلاقات الجيدة تجعلنا أكثر سعادة وصحة

إذا عدنا إلى الوراء، ونظرنا إلى 85 عامًا التي قضتها دراسة جامعة هارفرد محاولة فهم ما هي الأمور التي تجعل سعداء، فسوف نجد نتيجة واحدة وهي: العلاقات الجيدة تبقينا أكثر صحة وسعادة، وعلى النقيض تماما غياب العلاقات الجيدة يقلل من صحتنا ورفاهيتنا.

 ذكر المؤلفان أن التأثيرات الثقافية وانحيازاتنا تؤثر في قرارتنا فتجعلنا أحيانا نتخذ قرارت ونسعى لامور قد لا تسعدنا في الحياة ونتجنب أموراً قد تزيد سعادتنا. بل أحيانا تصور لنا الثقافة أم الشخص الذي يملك الماديات هو أكثر سعادة وأيضا أحيانا نظن أن الشخص المحظوظين في الحياة هم الأكثر السعادة ولكن ذلك غير صحيح فمثلا، وجدت أجريت دراسة من قبل جامعة شيكاجو هدفت لمعرفة مدى شعور الأشخاص بالسعادة عند قيامهم بالتواصل مع الآخرين أثناء ركوبهم للقطار وهم ذاهبون لوظائفهم ولفعل ذلك قسم الباحثون الأشخاص المشاركون في الدراسة لمجموعتين: الأولى طلب منهم التواصل مع الراكبين المجاورين لهم في الرحلة بينا المجمعة الثانية طلب منهم عدم التحدث ووجد الباحثين في نهاية الدراسة أن الأشخاص الذين توقعوا أن التحدث مع الآخرين لن يغير في مستوى سعادتهم شيء أفادو لاحقا أنهم استمتعوا أكثر برحلتهم في القطار. أي بمعنى أن التحدث مع الآخرين حسن من مزاجهم بعكس ما توقعوا سابقا.

 

ليو دماركو

جون مرسدن

تعليم

نعم

نعم

الخدمة في الحرب

نعم

نعم

المستوى الاجتماعي

فئة متوسطة

غنية

الطموح

أراد أن يصبح كاتب ولكن بسبب موت والده واصابت أمه بمرض الباركنسون

أراد أن يصبح محامي

المهنة

معلم في مدرسة ابتدائية

أصبح محامي

الدخل

١٨ ألف دولار سنويا

٥٢ ألف دلار سنويا

الحالة الاجتماعية

متزوج ولديه ٤ أطفال

تزوج مرتين ولم ينجب

مستوى السعادة

سعيد

غير سعيد

 ولكن يوجد سؤال مهم إذا كانت العلاقات مهمة للإنسان فماذا نتجاهلها ونسعى لأمور أخرى. وفقا للعلماء يوجد عدة أسباب منها أننا نخاف من الدخول في علاقات جديدة بسبب تجاربنا السابقة وهذا قد يكون لهذا الجانب جزء من الصحة لأن العلاقات قد تكون أحيانا صعبة الإدارة وقد تتسبب بالكثير من المشاكل للفرد ولكن هذه القاعدة لا تنطبق دائما فبعض العلاقات من شأنها أن تغير من جودة حياتنا للأفضل. علاوة على ذلك يوجد سبب آخر يجعل الناس لا يبادرون لتكون علاقات جديدة وهو اعتقادهم أن الحصول على المزيد من المال سوف يرفع من مستوى سعادتهم ولكن هذا الاعتقاد أيضا غير دقيق لأن العلاقة بين المال والسعادة معقدة وليست واضحة. بمعنى أن المال قد يشتري السعادة إذا كان الفرد لا يملك احتياجاته الأساسية من سكن وطعام، ولكنه لاحقا يؤثر فيها استيفاء الفرد هذه الاحتياجات.

٢- تسبب الوحدة تآكل وتدهور جودة حياتنا

فعلى سبيل المثال وجدت العديد من الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من العزلة النفسية تزداد لديهم نسب الإصابة بالأمراض، وتتدهور صحتهم مع الوقت بمعدل أكبر من الأشخاص المرتبطين بعلاقة ذات جودة عالية. وعلاوة على ذلك يعيش الأشخاص الوحيدون حياة أقصر من غيرهم، بل إن بعض الأبحاث وجدت أن نسب موت الأشخاص الوحيدين يزيد عن غيرهم بنسبة ٢٦٪ و وربطت أن الوحدة تشابه تأثير السمنة أو تدخين السجائر بل وجدت دراسات أخرى أن العزلة تسرع من الإصابة بالزهايمر عند كبر السن وقد يكون إن من المؤسف أن نسب الوحدة تنتشر خاصة في الدول الغربية، فعلى سبيل المثال وحدن دراسة أن واحد من أربعة أمريكان أفاد بشعوره بالوحدة، بل إن المملكة المتحدة عينت مؤخرا وزيرا للوحدة بسبب بلوغ هذه المشكلة لمستويات عالية لديهم.

 ٣- العلاقات مع الآخرين هي استثمار طويل الأجل، كلما سقيناها ازدهرت وكلما أهملناها ذبلت.

 يعتقد كثير من الناس أن تكوين صداقات مع الآخرين من غير سقيها وتطويرها أمر كافياً، ولكن ذلك غير صحيح، فالعلاقات مثل العضلات إذا لم تمرنها تذبل وتضمر. فعلى سبيل المثال، عندما وصل المشاركون في دراسة هارفارد إلى السبعينيات والثمانينيات من أعمارهم، سألناهم إذا كانوا يشعرون بأي ندم. فكان رد الكثير منهم هو أنهم يتمنون لو أنهم اهتموا بعلاقاتهم أكثر. لقد تحدثوا عن الأصدقاء الذين فقدوا الاتصال بهم والأقارب الذين تمنوا قضاء المزيد من الوقت معهم. بل قالت لنا ليديا وهي في الثامنة والسبعين من عمرها "أتمنى لو أنني قضيت وقتًا أطول بكثير مع أطفالي، ووقتًا أقل في العمل".

٤. العلاقات بجميع أنواعها مهمة، سواء كانت على شكل زواج، صداقة، أو حتى زمالة عمل.

ليس من الضروري أن تكون متزوجًا لتجني فوائد امتلاك العلاقات، وتعيش حياة طيبة لان وفقا لدراسة التي اجرتها جامعة هارفرد، فكل أنواع العلاقات مهمة. صحيح كونك في علاقة زوجية سعيدة قد يضعك في موقع أفضل من الآخرين، ولكن حتى امتلاكك علاقات قريبة، سواء كانت على شكل صداقة أو أقارب أو حتى زمالة عمل قد يحسّن أيضا من جودة حياتك.

 ٥- اهتمامك هو ما يغذي وينمي علاقاتك

مع تحول العالم والكرة الأرضية إلى قرية صغيرة، أصبح من السهل التواصل مع الآخرين، ولكنه أصبح أيضا من الصعب مقاومة المشتتات اليومية لدرجة أصبح كل ما حولنا يبحث عن جذب اهتمامنا؛ مما جعل الكثير منا لا يعطون الاهتمام الكافي للأمور المهمة في حياتهم، ومن ضمنها عائلتهم وعلاقتهم المهمة. 

 ولذلك نصح الكاتب الأشخاص المهتمين بتنمية علاقتهم باعادة ترتيب أولوياتهم وإعطاء الانتباه للعلاقات التي يريدون إطالتها لن العلاقات تمرض وتموت إذا لم تسقى باستمرار.

لقاء مترجم من الرئيس التنفيذي الحالي لاطول دراسة عن السعادة

 ٦-ليس من المهم أن تتبنى وجهة نظر الطرف الآخر لكي تبني علاقة جيدة معه، فقط حاول تتفهمه.

يظن بعض الناس أنه لكي تكسب رضا وقلوب الآخرين يجب أن تتبنى وجهة نظرهم ١٠٠٪ ؜ ولكن ذلك غير صحيح؛ لأن بذلك لأي مجهود، ولو كان بسيطاً محاولا فهم الطرف المقابل، ويحسن من جودة علاقاتك معه. فعلى سبيل مثال وجدت دراسة قامت بمراقبة ١٦٥ زوجاً أثناء حديثهم عن إحدى المشكلات المتعلقة بعلاقتهم أنه في حال بذل واحد من الطرفين جهد محاولا تفهم الآخر ترتفع نسب رضا وجودة الزوجين عن علاقتهم حتى وإن لم يصلوا لاتفاق كامل في وجهة النظر

٧-علاقاتنا الجيدة هي درعنا الواقي عند مواجهتنا للتحديات

بغض النظر عن مدى جاهزيتنا وامتلاكنا لمهارة حل المشكلات نصادف جميعا في حياتنا اليومية الكثير من المشكلات التي قد تتعدى في بعض الأحيان طاقتنا وقدرتنا على التحمل، ولكن المهم هنا ليس حجم المشاكل، وإن كان التعرض لمشاكل وضغوط كبيرة أمر مرهق لنا، بل كيف نواجه هذه المشاكل. فمثلا، ذكّر المؤلفان كتاب الحياة الطيبة روبرت ومارك بعد ملاحظتهم ودراستهم للأشخاص المشاركين في الدراسة أن الأشخاص ذوي العلاقات الجيدة كانت قدرتهن على تحمل وتخطي المصائب أعلى من غيرهم، سواء كانت هذه المصائب ضغوطاً مالية أو اجتماعية أو جسدية مثل الإصابة بالسرطان. 

٨- أثر التواصل الجسدي

بالرغم من معرفة العلماء أهمية الدعم النفسي الذي يقدمه الأزواج لبعضهم البعض عند مواجهة التحديات، الآن آلية حدوث هذا الدعم وكيفية جعله الأفراد اكثر مرونة غير معلومة تماما، ولكن توجد أبحاث جديدة قد تساهم في فهم هذه الظاهرة. على سبيل المثال، وجد الباحث جميس كون أن الأشخاص المصابين باضطراب كرب ما بعد الصدمة (وهو اضطراب يجعل الأشخاص يعاونون ويسترجعون كوابيس وذكريات حدث صادم مرو به بطريقة مزعجة ومرضية) تزداد قدرتهم على مواجهة المرض إذا كانوا يحضون بأزواج داعمين لهم. وتجدر الإشارة أن جميس كون لاحظ مصادفة في أثناء قيامه بدراسة للأشخاص المشخصين باضطراب كرب ما بعد صدمة، ولاحظ في معمله أنه عندما يمسك أحد الزوجين بدين الآخر يزداد شعوره بالهدوء، وينخفض شعوره بالقلق والأهم من ذلك قلل من شعور الأشخاص بالألم عند تلقيهم خبر أنهم سوف يتعرضون لصدمة كهربائية في المعمل.

 ٩- مشاعرك تقود حياتك

هل تعلم أن مشاعر الذي يشعر بها الزوجان حيال بعضهم البعض في أثناء النقاشات والمحدثات اليومية قد تشير وتتنبأ بمدى استقرار زواجهم؟ هذا السؤال الذي العملاء دراسته من خلال جلب بعض الأزواج والطلب منهم التناقش عن بعض المشاكل المتعلقة بعلاقتهم وملاحظتهم من خلف الزجاج؛ وبالتالي الطلب من أحد الطلاب محاولة معرفة مشاعر الزوجين في أثناء النقاش ومدى استقرار علاقتهم. وبعد الباحثين الباحثين مع هؤلاء العائلات بعد ٥ سنين لمعرفة من إذا ما كانوا لا يزالون متزوجين أو انفصلوا. وكانت المفاجأة أن الطلاب المبتدئين الذين قيموا تفاعلات الزوجين وفقا لمشاعرهم تمكنوا من معرفة من هم الأزواج الدين سوف يبقون معا بنسبة تقارب ٨٥٪

١٠- المودة المواجدة هم أساس العلاقة الجيدة بين الزوجين

ذكرنا سابقا أن مشاعر الزوجين أثناء نقاشاتهم اليومية قد تحدد مدى بقائهم في العلاقة، ولكن المعلومة التي لم نذكرها هي أن العلماء وجدو أن هناك مشاعر مشتركة وشائعة بين الأزواج الذين استمررت علاقتهم لفترات طويلة، وكانت هذه المشاعر هي المودة المواجدة. أي بمعنى وجد العلماء أنه كلما تحلى أحد الزوجين بالمودة (الإحساس بالعطف اتجاه الطرف الآخر) المواجدة (محاولة فهم وجهة نظر الطرف الآخر) كلما استمرت فترة علاقتهم لمدة اطول

١١- ‏محظوظ من لديه أصدقاء لأنه وفقا للدراسات العلمية:

‏✅  ‏تقل نسبة وفاته بنسب ٢٢٪ بعد بلوغه سن الـ٧٠ سنة مقارنة بالآخرين ) 

‏✅ تزيد قدرته على التعافي ومقاومة من السرطان في حال إصابته مقارنة بغيره.

‏✅ والأهم من ذلك تقل فرص إصابته بالأمراض كلها بنسبة تقارب الربع مقارنة بالآخرين

١١- ‏كل علاقات الإنسان مهمة سواء القريبة، البعيدة أو حتى العابرة 

فمثلا وجدت دراسة قامت بتتبع الأفراد أثناء طلبهم للقهوة أن الأشخاص الذين ابتسموا وتواصلوا بصريا وتفاعلوا مع الآخرين تحسن مزاجهم مقارنة بالأشخاص الذين فقط اكتفوا بالطلب. لاتحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق

 ١٢- من بين العديد من العوامل مثل مستوى الكوليسترول، مزاولة الرياضة، مدى التعرض للضغوط أو حتى المستوى الوظيفي، امتلاك علاقات جيدة هو المؤشر الذي استطاع التنبؤ بمدى سعادة الافراد اخر حياتهم

وجدت أطول دراسة عملتها البشرية عن السعادة إن مدى ارتباط الأفراد بعلاقات طيبة وقريبة في بداية حياتهم هو المؤشر الوحيد الذي استطاع التنبؤ بمدى سعادتهم ورضاهم في نهاية حياتهم. ‏بمعنى اخر، وجدت الدراسة ان الاشخاص الدين يتمتعون بصحة نفسية وجسدية عالية هم الاشخاص الذين كانوا يملكون علاقات قريبة في بداية حياتهم. وذكر الأشخاص الاكثر سعادة في الدراسة في الدراسة أنه بالرغم من تقدم اعمارهم وتدهور صحتهم وهم في سن الـ٨٠ سنة الا أنهم ما زالوا يشعرون بالسعادة بسبب ارتباطهم بعلاقات جيدة تهون عليهم تعب الحياة ومشقة الامراض الجسدية التي تكفلت عليهم ولكن هذا العامل لم يكون حاضرا عند الاشخاص الذين يملكون علاقات ضعيفة او سامة لان تقدمهم في العمر زادهم اجهاد ومشقة فوق المشقة الناتجة من علاقاتهم