1 min read

اهم عشرة دروس تعلمتها من قراءة كتاب " ليس كافيا ابداً"

اهم عشرة دروس تعلمتها من قراءة كتاب " ليس كافيا ابداً"
صورة كتاب "ليس كافيا ابداً" مع المؤلف أندرو ويلكنسون

خلال الفترة السابقة استعمت بقراءة كتاب "لا يكفي" للمؤلف اندرو وليكينسون والذي تحدث فيه عن سيرته الشخصية والتي بدأها بالعمل كباريستا الى ان اصبح ملياردير وهو بعمر ٣٥ سنة

في هذا المقال سوف اشارككم اهم ١٠ دروس وخواطر نفسية تعلمتها من خلال قراءة هذا الكتاب الماتع والذي سرد فيه المؤلف قصة حياتها و ما هي الدروس التي تعلمها خلال رحلته كرائد أعمال

قراءة ممتعة

١- هل المال يشتري السعادة؟

إذا كنت تتساءل في حال كان المال يشتري السعادة فالجواب نعم ولا في الوقت نفسه. لأنه في بعض الأحوال يشتري سعادتك إذا كنت لا تملك احتياجاتك الأساسية من سكن وطعام، ولكنه لا يؤثر في مستوى سعادتك بعد استيفاء هذه الاحتياجات. ويقدر العلماء أن بعد امتلاك الإنسان قرابة ١٠٠ ألف يختفي تأثير المال على السعادة. فعلى سبيل المثال، ذكر المؤلف أنه بسبب معاناته المبكرة مع المال وانخفاض دخل أسرته توقع أنه في حال أصبح مليونير سوف تحل مشاكله النفسية، ومنها شعوره بالقلق المفرط، والذي يمنعه دائما من الاستمتاع بالحياة، ولكن ذلك اتضح أنه غير صحيح لأنه شعر حتى بعد امتلاكه لمليار دولار في حسابه أنه مازال يشعر بالتعاسة والقلق


٢- التكيف على المتعة

ذكر المؤلف اندرو ويلكنسون أن من أهم الامور التي لاحظها على أصحاب الملايين والمليارات خلال رحلة في ريادة الاعمال أنهم دائما كانوا ينظرون إلى ما ينقصهم بغض النظر عن ماذا يملكون او بلغة اخرى دائما ما يشعرون بان ما يملكونه من اموال ليس كافيا وهذا ما يجعلهم في رحلة مستمرة بحثا عن مغامرات وفرص اخرى تجلب لهم السعادة. فعلى سبيل المثال، ذكر المؤلف في ان التقى بمليونير كان ينتقد ويحسد جيف بيزنس “مؤسس امازون" لانه اشترى بيت أكبر منه رغم أن نفس الشخص تقدر ثروته بالمليارات 

ويسمي العلماء هذه الظاهرة بتكيف المتعة أو  Hedonic adaptation وتعني قدرة الانسان على التكيف مع احداث الحياة الايجابية أو السلبية في حياتهم وعودتهم لمستوى سعادته مشابه لما كانت عليه قبل الحدث ومن أمثلة تكيف المتعة:

  • اللقمة الاولى دائما تكون اطعم لقمة وبعد ذلك يفقد الإنسان لذة الاكل
  • الاشخاص الذين يفوزون باليانصيب يعود مستواى سعادتهم بفد فترة الى مستواه طبيعي
  • الاشخاص الذين قطعت اطرافهم يتكيفون مع حياتهم بعد فترة ويعود لمستوى سعادتهم مقارب او مماثل لما قبل الحادث
  • سعادة شراء سيارة تختفي بعد فترة من امتلاكها
  • تنتهي فرحة شراء السيارة بعد مدة قليلة من امتلاكها
  • تنتهي فرحة الزيادة السنوية في الراتب بعد مدة من الحصول عليها

ويعد أول من صاغ هذا المصطلح فيليب بريكمان ودونالد ودونالد كامبل المصطلح في مقال تم نشره ١٩٧١ بعنوان للمتعة النسبية.

ومن جوانب الايجابية هذه الظاهرة هو انها تزيد من مستوى مرونة الانسان عند مواجهة المصائب ولكم من سلبياتها هو أنها تجعل الانسان دائما يسعى لاشباع متعتها ومطاردتها

تشرح الصورة ظاهرة تكيف المتعة والتي تفترض أن مستوى سعادة الانسان يميل للرجوع لنفس مستواه سواء بعد تعرضه لاحداث سواء إيجابية أو سلبية


وينصح العلماء للتغلب على هذه العادة ممارسة التالي:

١- مارس الامتنان: الاعتراف بما لديك وقدره باستمرار وهذا من شأنه أن يبطى من عملية التعود على النعم ويحافظ على مستوى سعادتك ورضاك

٢- أبحث عن هدف تريد تحقيقه ويملئ حياتك بالمعنى بدلاً من ملاحقة الملذات العابرة، حاول تحديد وتحقيق أهداف توفر شعورًا بالهدف والرفاه النفسي وهذا من الممكن أن يخلق لك شعور عالي بالرضا

٣- مارس تمارين الحضور الذهني: تساعد ممارسة تمارين اليقظة الذهنية الاشخاص على استشعار النعم التي يمتلكونها وهذا من الممكن ان يقلل من شعورهم بالسخط وبحثهم المستمر عن اللذة والمتعة

٤- وازن حياتك بين الروتين والبحث عن الجديد: في حين أن البحث عن تجارب جديدة أمر طبيعي، فإن موازنتها مع روتين ثابت يمكن أن يمنع الحاجة المستمرة إلى المزيد ويساعد الانسان على إيجاد الفرح في حياته اليومية.


٣- الأهداف العكسية

أخبر أندرو في سيرته الذاتية إن من أهم الاستراتيجيات التي اتبعها وساعدته على التقليل من شعوره بالاحتراق الوظيفي ووصوله لأهدافه المهنية هو اتباع سياسة الأهداف العكسية. ويمكن تطبيق هذه الاستراتيجية من خلال تحديد ما هي الأهداف التي تريد تجنبها في حياتك عوضا عن تحديد الأهداف التي تريد تحقيقها. فمثلا، عوضا عن القول أريد وضع حدود واضحة بين عملي وبيتي يمكن قول لا أريد العمل بعد الساعة ٧ مساء، وأيضا عوضا عن القول أريد أن أكون سعيد في حياتي يمكنك القول أريد إبعاد الأمور التي تجعلني تعيساً وبأس، وبدلا من القول أريد أن ارفع من إنتاجيتي يمكنك القول سوف أتخلص من الأمور التي تشتت تركيزي عن العمل مثل الاجتماعات المتتالية والتواصل المفرط مع زملاء العمل

٤- ما هو رقمك أو متى سوف تتوقف؟

ذكر أندرو أن من أهم الأسئلة التي أرقته طول حياته، ومنعته من النوم في أحيان كثيرة هو سؤال متى سوف تتوقف أو بعبارة أخرى ما هو الرقم أو المبلغ المادي الذي سوف يجعله يتقاعد عن العمل والجري في سلم الحياة.

وتجدر الاشارة أنه بالرغم من بساطة هذا السؤال إلا انه لم يجد له اجابة مقنعة وسهلة وهذا كان حال كثير من رواد الاعمال الذين قابلهم في حياته. بل انه وجد انه هناك تشابه كبير بين إجابتهم لهذا السؤال الصعب وهو انهم دائما يرغبون بمضاعفة ما يملكون فلو كانوا يملكون مئة لتمنوا مئتان ولو كانوا يملكون الف لتمنوا الفان. ليس ذلك فقط بل انه رأى انهم غالبا ما يحسدون بغض ويقارنون ما يملكون بما لدى الاخرين ولو كانو يملكون الكثير


٥- من نقاط ضعفك تنبع مصادر قوتك

ذكر الموف أنه بالرغم من معاناته الطويلة مع القلق مما دعاه لاحقا لتغيير نمط حياته وتلقيه العلاج النفسي، الا ان هذه السمة كانت هي احد مصادر قوته ونجاحه في عالم الاعمال لانها مكنته من رؤية المشاكل المحتملة وتحويلها لافكار ومشاريع ريادية قبل أي شخص أخر.



٦- لكي تنجح تحتاج صديق يختلف معاك في الشخصية ولكنه يتفق معك في القيم

ذكر المولف ان احد اسباب نجاحه هو سعيه المستمر لاكتساب والتعرف على اصدقاء جدد يكملون جوانب نقصه فمثلا ذكر الكاتب ان صديقه كريس والذي اسس معه الكثير من الشركات كان محاسب لا يحب التفكير الابداعي ولكنه يجيد تنفيذ الخطط وادارة الامور المالية وهذه صفات كانت تنقص المولف والذي كان يميل لابتكار افكار ابداعية جديدة كل يوم ولكنه سرعان ما ييأس من مدى صعوبة تنفيذها وهذا ما يجعله ينتقل لفكرة اخرى على الدوام

٧- الحظ مهم للنجاح

مهما كنت ناجح تحتاج الى عامل الحظ لكي تنجح. فعلى سبيل المثال، ذكر المولف على الرغم من تحقيقه لنجاح ساحق عند بدايته لمشروعه ميتا لاب وهي شركة تقنية تقوم بتأسيس مواقع الكترونية للمشاريع الريادية، الان ان المؤلف خسر كثير من الاموال عند قيامه بتاسيس مشاريع خارج مجال عمله مثل المطاعم ومتاجر مختصة بادوات الحيونات الاليفة وهذا ما دعاه لاحقا بان يعترف بان الحظ كان الى جانبه وهو من ساعده على تحقيق النحاح في مجاله التقني

٨- الاستهلاك التفاخري

بالرغم من أننا نفضل أن نعتقد أننا نشتري الماديات بغرض الاستهلاك فقط إلا أننا ذلك لا يكون صحيحاً دائما لأن الماديات أحيانا تشترى لما تحتويه من معنى ومكانة. فمثلا، أخبر أندرو ويلكنسون في كتابه أنه شاهد الكثير من الأغنياء يسعون لامتلاك القصور الضخمة، ولبس الساعات الفاخرة أو حتى اقتناء السيارات الفارهة ليس للاستمتاع بها لأجل المكانة التي سوف يحصلون عليها عند اقتنائهم هذه الماديات، وهذا ما يسميه العلماء Memetic desire أو الرغبة المقلدة

٩- فهمك وادراك لحياتك لا يمثل بالضرورة واقعك

فهمك وادراك لحياتك لا يعكس دائما الواقع لان الانسان يتأثر من الانحيازات التي تشوه قدرته على الحكم واتخاذ القرار فلذلك ما لم يكن ملاحظ لهذه الانحيازات  قد يتاثر حكمه بشكل كبير. ومن هنا تأتي فائدة ممارسة الحضور الذهني والذي يدفع الاشخاص لرؤية الواقع كما هو من غير احكام أو انحيازات


١٠- الحسد هو المحرك الأكبر للعالم وليس الطمع أو الجشع

ذكر المولف اندرو ويلكنسون ان من اهم الملاحظات التي كان غالبا ما يراها في الاغنياء واصحاب الثروات هو شعورهم بالحسد اتجاه الاشخاص الاغنى منهم فلذلك هم في جري مستمر نحو امتلاك المزيد فلذلك تجدهم دائما يتمنوا ضعف ما يمتلكون فلو كانوا يمتلكون مليون لتمنوا الثاني ولو كانو يملكون مليار لتمنوا الاخر وهذا يوضح الطبيعية البشرية للانسان والتي غالبا ما تركز على ما تفتقده لا على ما تملكه. فمثلا ذكر المولف انه عندما زار احد الاغنياء اخبره انه بيته يعتبر صغير ويشبه الكوخ مقارنة بجاره بالرغم من ان بيت هذا الشخص بالملايين

0:00
/1:29

حديث المستثمر العالمي شارلي منجر عن ظاهر تفشي الحسد بين الناس

الأسطورة الراحل تشارلي مانجر في حديث له قبل سنتين:

‏"الناس أقل سعادة اليوم عن ما كانوا عليه لما كان الوضع أسوء بكثير.. و تفسير ذلك بسيط"

‏"لأن العالم لا يُقاد بالطمع، بل يقوده الحسد"

‏"الحقيقة أنّ الجميع أفضل حالا بخمس مرات عن ما كانوا عليه سابقا، لكنهم يأخذونه كأمر مفروغ منه لأن غيرهم يملك أكثر عنهم"

‏"لقد تغلبت على الحسد في حياتي. لا يهمني ما يقوم به غيري، لكن الاخرين يجن جنونهم بسبب الحسد"